قال الله تعالى:
{فَإِذَا قَرَاتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم} سورة النحل، الآية: 98
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
الاستعاذة، معناها، وأحكامها
وفيه ثمانية مباحث:
المبحث الأول: صيغ الاستعاذة الصحيحة.
المبحث الثاني: أركان الاستعاذة.
المبحث الثالث: الاستعاذة ليست بآية من القرآن.
المبحث الرابع: إعراب الاستعاذة ومعناها.
أ - إعرابها.
ب - معناها.
المبحث الخامس: أحكام الاستعاذة.
أ - مكان الاستعاذة من القراءة.
ب - حكمها عند قراءة القرآن في الصلاة أو خارجها.
ج - هل يتعوذ في الصلاة في كل ركعة، أو في الركعة الأولى فقط.
د - حكم الجهر بها أو الإسرار.
المبحث السادس: المواضع التي تشرع فيها الاستعاذة.
المبحث السابع: بيان أن شيطان الجن أعظم ضررًا من شيطان الإنس، ومن النفس «المذمومة».
المبحث الثامن: السبيل للخلاص من شر الشيطان ومكايده.
صيغ الاستعاذة الصحيحة
الصيغة الأولى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
وعلى هذا اللفظ دل الكتاب والسنة.
قال الله - تعالى: {فَإِذَا قَرَاتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (1).
وعن سليمان ين صرد - رضي الله عنه - قال: استبَّ رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه، مغضبا، قد احمر وجهه،.فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - «إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني لست بمجنون» متفق عليه (2).
وهذه الصيغة هي المختارة عند أكثر القراء (3).
منهم: أبو عمرو البصري، وعاصم بن أبي النجود الكوفي، وعبد الله ابن كثير المكي (4). وبها كان يتعوذ جمهور السلف من الصحابة والتابعين
منهم: عمر بن الخطاب وابنه عبد الله بن عمر (1) -رضي الله عنهما-.
وهي اختيار: أبي حنيفة (2)، والشافعي (3)، وأحمد بن حنبل (4) - رحمهم الله.
قال مكي بن أبي طالب القيسي في كتابه «الكشف عن وجوه القراءات السبع (5)»: «الذي عليه العمل وهو الاختيار أن يقول القاراء: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. للآية». وقال ابن عطية في «تفسيره» (6): «وأما لفظ الاستعاذة، فالذي عليه جمهور الناس، هو لفظ كتاب الله - تعالى: {أعوذ بالله من الشيطان الرجيم}».
الصيغة الثانية: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
يدل على هذا اللفظ، ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - في دعاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة في الليل، وفيه:ثم يقول: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم - الحديث وسيأتي بتمامه» (1).
كما استدل له بقوله - تعالى -: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (2)
وبقوله- تعالى-: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (3).
وهي اختيار طائفة من القراء (4) منهم حمزة (5)، وسهل بن أبي حاتم (6)، وهي مروية عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (7) - وبها يقول الحسن البصري (8)
ومحمد بن سيرين (9)، والحسن بن صالح (10)، والشافعي (11)، وأحمد بن حنبل، في رواية النيسابوري (12).
قال أبو عمرو الداني في جامعه: «إن على استعماله عامة أهل الأداء، من أهل الحرمين، والعراقيين، والشام» (1).
الصيغة الثالثة: أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه.
يدل على هذا اللفظ، ما رواه أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة بالليل كبر، ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، ثم يقول: «أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه» (2).
وقد خصها بعض أهل العلم بقيام الليل لحديث أبي سعيد.
الصيغة الرابعة: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، وهمزه ونفخه ونفثه.
الصيغة الثالثة: أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه.
يدل على هذا اللفظ، ما رواه أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة بالليل كبر، ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، ثم يقول: «أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه» (2).
وقد خصها بعض أهل العلم بقيام الليل لحديث أبي سعيد.
الصيغة الرابعة: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، وهمزه ونفخه ونفثه.
يدل على ما راوه عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، وهمزه ونفخه ونفثه» (1).
وهي مروية عن بعض أهل العلم، منهم الحسن البصري (2)، وإسحاق بن راهويه (3).
الصيغة الخامسة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم (4).
جمعًا بين أدلة الصيغة الأولى، وأدلة الصيغة الثانية والثالثة.
وبها قرأ نافع وابن عامر والكسائي (5)، وهي مروية عن حمزة وعن أبي عمرو وقد رُويت عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ومحمد بن سيرين (6)وهي اختيار سفيان الثوري (1) والأوزاعي (2)، ومسلم بن يسار (3)، وأحمد في رواية، اختارها القاضي أبو يعلى، وابن عقيل (4).
وهي مروية عن بعض أهل العلم، منهم الحسن البصري (2)، وإسحاق بن راهويه (3).
الصيغة الخامسة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم (4).
جمعًا بين أدلة الصيغة الأولى، وأدلة الصيغة الثانية والثالثة.
وبها قرأ نافع وابن عامر والكسائي (5)، وهي مروية عن حمزة وعن أبي عمرو وقد رُويت عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ومحمد بن سيرين (6)وهي اختيار سفيان الثوري (1) والأوزاعي (2)، ومسلم بن يسار (3)، وأحمد في رواية، اختارها القاضي أبو يعلى، وابن عقيل (4).
الصيغة السادسة: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم.
لما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا دخل المسجد قال: «أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم» (5).
وهناك صيغ أخرى رويت عن بعض القراء، وبعض أهل العلم.
منها: أعوذ بالله العظيم، من الشيطان الرجيم (6).
ومنها: أعوذ بالله العظيم، السميع العليم، من الشيطان الرجيم (7).
ومنها: أعوذ بالله العظيم، من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم (1).
ومنها: أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم (2).
ومنها: أستعيذ بالله، أو نستعيذ بالله، من الشيطان الرجيم (3).
ومنها: أعوذ بالله القوي، من الشيطان الغوي (4).
ومنها: أعوذ بالله المجيد، من الشيطان المريد (5).
ومنها أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأستفتح الله وهو خير الفاتحين (6).
ومنها أعوذ بالله السميع، الرحمن الرحيم، من الشيطان الرجيم، وأعوذ بك رب أن يحضرون، أو يدخلوا بيتي الذي يؤويني (7).
ومنها: رب أعوذ بك من همزات الشيطان، وأعوذ بك رب أن يحضرون، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم (1).
ومنها: أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين، وأعوذ بالله أن يحضرون (2).
وهذه الصيغ وإن رويت عن بعض السلف، فإن أقل أحوالها الجواز، وما صح عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - هو الأولى بالأتباع.
* * *
والله اعلم
المقال ماخوذ من
اللّبَاب
فِي تَفْسِير الإستعاذة والبسملة وفاتحة الْكتاب